الاثنين، 31 مارس 2014

تؤرقني

تؤرقني الاحاديث المختبئة داخل عينيك، الهاربة من فمك اللذيذ الذي احب. تؤرقني الأماكن التي تخلو من حضورك.. و الطرقات الشائبة الشاحبة المحرومة من ظلّك، تؤرقني أشياء عدة! صديقتي حزنك يؤرقني و هزيل صمتك و الليل الطويل و الشوق الممتد من صدري لصدرك و المسافة اللا منتهية بيننا تؤرقني ايضاً. شحّ العطاء و صوتك حين يغيب.. و إبتسامتك الصفراء و قرب الآخرين منك، نظرة الغريب و حزن الكثير عليّ و كتابتي السوداء و بكاء طفلة، الحنين المنهمر داخل صدري و الحزن المستوطن سريرك الخالي.. الجنون المنحصر في حدود مدينتا الكئيبة، المستقبل و الحاضر، كلها أشياء تؤرقني. 
و حين انظر لتلك المباني الشاهقة جداً، عيناي لا تشح النظر عن عدد الغرف المضيئة فيها و تبدأ التساؤلات تنهمر داخل عقلي.. كم من حياة في هذه البناية؟ كم من وجعٍ يسكنها؟ كم من فرحة سكنتها؟ كم من روح التقت هنا؟ كم من فراق حصل بها؟ كل غرفة مضيئة داخلها حياة كاملة كحياتي تماماً لكن بإختلاف الظروف و العمر. تلك المشاهد تؤرقني ايضا. و أنصاف الأجوبة، و نصف الحضور و السعادة و الحزن والحب و الشعور..صديقتي أنا هنا لأعترف بأني الفقير و لا أغتني الا بك.جميعي ناقص وبقربك أكتمل، أنا المُهمل فوق دفاترك و اللا منسي في عقلك أنا الأول في حياتك و لست الأخير، العابر في حياة الاخرين و الراسخ في ذاكرتكِ، المعجون في ذاكرة دسمة جداً عسيرة الهضم. المهزوم في علاقاته، المتعجرف في تعامله، الضعيف أمام عينيك. أنا الذي أحببتك بكل ما أوتيت من شعور.

هناك تعليق واحد:

  1. صديقي وان طال بك الارق ..
    وان ضاق بك هزيل صمتي وتوقي
    وشوقي وشُح عطائي وصوتي
    فأنت لازللت أجمل صديقِ للورق
    ولازال طيفك يرتسم
    على المباني فآبتسم
    انت الاول والمبتغى
    واخر من بي طغى

    ...

    ردحذف