السبت، 2 يوليو 2016

(استصعب أن يحدث ذلك)


(استصعب أن يحدث ذلك)


 ٤


لقد حدثتني بالأمس عن شعورها بالوحدة وذلك أحزنني جدا، لست أملك الحلول دائما يا أمي ولهذا حزنت.. وحينها سألتني: بماذا تشعر؟ أخبرتها أنني بخير من دونها وأن الحياة جيدة على نحو ما. وكنت أشعر بفراغ نفسي أمامها وحاولت استبعاد وجهي العابس وأخفيت الدموع على قدر المستطاع، هكذا فهِمت أني لم أتجاوز شيء وأني مازلت كما أنا أصارع الألم ويزداد صلابة وأن ذكراها عالقة في داخلي بعد.
كنت أتمنى لو تكون أمامي وأقبلها قبلة وداع إلا أنها ستظل بعيدة وسيظل العالم يتمادى في إبعادها عني..
لن أجعلها ترى دموعا ولا ضراعات مني، رغبتي الحقيقية هي أن تكون سعيدة، لكن قلبي سيظل معها دائما سواء افترقنا أم بقينا. ستظل حبيبتي وستظل تنتزعني من قلبها ولعلّها إذ فعلت ذلك آلمت قلبها.

أمي، قد تأخرت بكتابة رسالتي هذه والذي جعلني أتأخر أنني لازلت أكرر صوتها في داخلي وأقول في نفسي ربما قالت أنها ستكون بجانبي وقد سهوت عن ذلك أثناء الحديث، أكرر جميع كلماتها علّني أجد فرصة واحدة تجعلني أتعلق بحبل الأمل الممدود بيني وبينها، لكنها رحلت تماماً. أعرف ذلك من صوتها وتمتمة اسمي من لسانها أعرفها جيداً. لقد رحلت منذ زمن ولن تعود..
لهذا تأخرت في الكتابة.. كنت أحاول إستعادة نفسي وإنه لأمر ثقيل أن يحاول الإنسان استعادة نفسه. لقد خسرت كثيرا يا أمي وأخاف أن تستمر بي مسيرة الخسارات لتصل إلى أثير واستصعب أن يحدث ذلك.