الثلاثاء، 29 يوليو 2014

آسف


أماه كيف يستعصي الدمع في حضرة ذكراك؟ ما بال الكبرياء المعتوه لا ينحني؟ آسف أمي عن كل مرة استعصى فيها دمعي و عن كل مرة تيبّس الدم في رأسي مكابرةً.. آسف عن الوقت الذي يقف بيني و بين الصلاة من أجلك، و عن التراب المنثور فوق وجهك ، عن الوحشة التي تعتريكِ كل ليلة.. آسف لأن الأقدار ليست بمشيئتي و أن اللقاء بك طال، و عن الأحلام التي لا تأتي بك. آسف لأنني تركتكِ وحيدة هناك في ظلمةٍ و أنتِ تخشين الظلام. آسف أمي عن الدنيا و عن عمري الذي يفنى دونك.. و عن الحزن المزروع داخل عيناي، آسف عن الفراغ الذي حل بي بعدك، عن الكلمات التي لا تصلك.. آسف أمي أني أشكو غيابك للحرف و صدرك أولى.

الخميس، 17 يوليو 2014

لم يغلبها نسيان!


الى عزيزي القريب جداً..
كل شيءٍ يثير للكتابة، المسافة اللا منتهية بيننا و الطريق الطويل و الكلمة العالقة في صدرك و ضجيج الشارع و رذاذ المطر في أول الصبح و رائحة الياسمين و قلمك الذي تحب. عطر أمي الباقي و مجلس أبي الخالي، سريرك المبعثر كما تحب و رسائلي إليك في خزانتك الثمينة.. و الحمامة الحزينة خلف شرفتك التي طال إنتظارها لك. أحاديثنا الصغيرة و تصرفاتك الحمقاء التي خبأتها في صدري كبقية أسرارك. 
اليد التي تكتب لك الآن لم يغلبها نسيان، و العين التي تترقب طيفك تئن شوقا لرؤياك و القلب العليل  صامدا حتى الآن.. كيف لا يفعل و منك تعلم أن السقوط فقط للجبناء!. لا أريد العودة للوراء، أريدك هنا حاضرا لا يرحل.. كالأشياء الباقية في حياتنا كالأرض الوفية التي مهما هجرناها تبقى أو كالسماء التي تحتضن دعواتنا .
لا عزاء لحرفي .. فسلامٌ على شوقي و عليك صديقي لحين نُبعث.

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

فإني بنعمة ربي أحدث!.


تشبهين تلك المقطوعة التي أعشق، فهي تُخرج أسوأ ما في صدري لتنقّيه من اليأس.. تشبهك بجمالها و تشبهينها بصوتها الناعس الذي يداعب مسامعي فأنسى كيف كنت و أين وُجدت. إنها تأخذني لزمنٍ بعيد جدا .. بعيدٌ للحد الذي يجردني من ذاتي، تُقحمني في حياةٍ كم تمنيت أن أعيشها، حياة كاملة كالحلم. تُشبهك في نعومة وقعها على قلبي و تشبهينها في تعلّقك بي.. و بأني جزء منك. وحدك التي تعلمين كيف أتعمق في الأشياء حيث أني أجعلها متربصة بي و أني عالق بين الموسيقى و عالمٌ مختلف مملوءٌ بتلك الأصوات التي تعرف كيف تتخلل مشاعرنا و وحدك التي تعلمين أني معجون بذاكرة صلبة فلا أنسى التفاصيل و يستحيل أن أنساكِ.
دعيهم خلفنا يتساقطون كأوراق الخريف و لا تعنينا نظراتهم، دعيني أغرق بك و أبجلكِ في كلماتي و لا تتعجبي من أني أذكرك كثيرا بين السطور فإني بنعمة ربي أحدث!.

الخميس، 10 يوليو 2014

الحياة في قلبي ماتت


منذ غمر الليل السماء و انطفأ نور وجهك عني..علمت أنها النهاية و أن المعاناة وقتها حل، و عرفت أن الحياة في قلبي ماتت.. و كل الوجوه الجميلة التي عرفت ستسأم مني. منذ أن غطى التراب عيناك الناعستان علمت أن كل شيء قد إنقضى و لابد من الرحيل، و أن هناك من هو أحق فيك مني.. علمت أن الحياة لا تسير كما تنبغي و ليست كل الأمنيات محققة و العالم لا يعود للوراء و لا حتى يلتفت. منذ أن إجتمع الناس حولي يتلون القرآن و يدعون الله و أيديهم تطبطب على كتفيَّ علمت أنهم يشفقون و كانوا على يقين بأن الحياة إنتزعت مني كَبدِي و أسقتني من كأس المرّ كما أسقتهم نعم أتذكر تماما وجوههم واحدا تلو الآخر، كبيرهم و صغيرهم.. أتذكر أصواتهم و لمساتهم و توصياتهم لي بالصبر و الدعاء. في ذلك المجلس كانت على عيناي غمامة و في أذني صوت حمامة تسرد لي أخبارك و أنت هناك تحت الثرى.. تخبرني عن وحدتك و أن وجنتيك تشع بياضا و جسدك مرتخي حد الراحة. عزيزي.. يتخللني اليأس رغم أني أمقته و أشتاقك حد الوجع، فياليت رسائلي هذه تصلك و تجيء في منامي كحلم لا أفيق بعده.

الأربعاء، 2 يوليو 2014

إنك لا تحسن في شيءٍ سوى ان تضرني..


يتوه أحدهم بين الوجوه العامة و الممرات الضيقة و الشوارع الحزينة و الأرصفة المبللة بماء الأمس، يبحث عن إسم او ظلٍ يشبهك ليتشبث به بحسرة.. ليقف أمام عيناه قائلاً: أنظر ماذا حل بي بعدك! لا الحياة هي الحياة و لا الأمنيات هي الأمنيات.. أنظر كيف ينهمر دمعي دون جدوى، دون معنى. أنظر للضياع المتلبس بي، أنظر لإنكسار الأمل داخلي.. إنك لا تٰحسن في شيءٍ سوى أن تضرني! أنظر للمدن من حولك كيف تغيرت و وجوه العابرين شحبت، و أمي ظلّت تبكيك عمراً حتى أخذها الموت إليك.. أنظر للذي إنتصر على الحياة مقاوماً قمامة البشر و طعنهم باللسان.. أنظر للزمان الذي طال و لا يوشك على الانتهاء. يُعجبك هذا؟ يرضيك؟ لا أسمعك تصرخ كعادتك رافضا الفوضى! ماذا حل بصوتك؟ أين دفنوه؟ هل لي بقليلٍ منه؟ لا أسمعك تجيبني بسخرية كعادتك.. مؤسفٌ أن شبيهك من العالمين رفض البقاء و إنقطع الحديث.