منذ غمر الليل السماء و انطفأ نور وجهك عني..علمت أنها النهاية و أن المعاناة وقتها حل، و عرفت أن الحياة في قلبي ماتت.. و كل الوجوه الجميلة التي عرفت ستسأم مني. منذ أن غطى التراب عيناك الناعستان علمت أن كل شيء قد إنقضى و لابد من الرحيل، و أن هناك من هو أحق فيك مني.. علمت أن الحياة لا تسير كما تنبغي و ليست كل الأمنيات محققة و العالم لا يعود للوراء و لا حتى يلتفت. منذ أن إجتمع الناس حولي يتلون القرآن و يدعون الله و أيديهم تطبطب على كتفيَّ علمت أنهم يشفقون و كانوا على يقين بأن الحياة إنتزعت مني كَبدِي و أسقتني من كأس المرّ كما أسقتهم نعم أتذكر تماما وجوههم واحدا تلو الآخر، كبيرهم و صغيرهم.. أتذكر أصواتهم و لمساتهم و توصياتهم لي بالصبر و الدعاء. في ذلك المجلس كانت على عيناي غمامة و في أذني صوت حمامة تسرد لي أخبارك و أنت هناك تحت الثرى.. تخبرني عن وحدتك و أن وجنتيك تشع بياضا و جسدك مرتخي حد الراحة. عزيزي.. يتخللني اليأس رغم أني أمقته و أشتاقك حد الوجع، فياليت رسائلي هذه تصلك و تجيء في منامي كحلم لا أفيق بعده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق