في المزاج السيء لا اجد وقتا لأي شيء عدى الكتابة، شغفي بالكتابة لا مقياس له حتى أنني أشك احيانا انه مرض مزمن.. التعلق الشديد بالأمور الغير حسية و الدائمة غالبا يصنف مرض، و نحن نطلق على من لا يستغني عن الشيء الذي يحبه مهووس!. اذاً ربما هو هوس الكتابة؟ فأنا لا أطيق صبراً عنها، لا يهم. المهم أنني أجد فيها روحاً تشاركني إياي.. كإنعكاس المرايا لكن على هيئة أحرف. الكتابة هي عزائي الوحيد و الأوحد في نفسي و في كل المواقف التي تشكل ثقلا على حياتي.. الكتابة نافذة أخرى للحياة، أطلق بها يديّ جازما أنها ملجأ لمن لا ملجأ له. الكتابة بالنسبة لي كتف صديق و يدٌ تربت على همي. الكتابة هي الوحيدة التي أستمر في حشيها صدمات و لا تصدر أحكاما على ما اقترفت.. كيف لي أصد عنها و هي التي تبقى حين أرحل و لا تسأم إنتظاري؟ الكتابة مخلصة جداً للذاكرة فهي الطبيب الوحيد لسقم ذاكرتنا، و المخرج الأول لأحزاننا.. الكتابة هي الممارسة الوحيدة التي لا تتطلب منك جهداً أو تشترط عليك فعلاً لا يمثلك، بل إنها تعطيك المساحة الكاملة لتزفر كل ما فيك بكلمة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق