الجمعة، 15 أكتوبر 2010

اهتم بذاتك 3

Back

طالَ غيابي عن مدوّنتي لـ أسباب عدة , منها شتات الذهن و منها اللهو في الدنيا
لكن فصول " اهتم بذاتك " لم تغِب عن ذهني قط !
إنتهيت من أربعة فصول .. الخامس - السادس - السابع - الثامن
فصول ممتعة جداً و أراها مُتقاربة في المضمون , سأدوّن مقتطفات لكل فصلٍ فقط

الفصل الخامس كان بعنوان " قراراتك السبعة الحاسمة "
مضمونه بسيط جداً , يخاطب قرارات ذاتك و يطرح الأسئلة على ذاتك ..
هل جميع قراراتك الحاسمة صائبة؟
هل ترى أن قراراتك تؤثر في حياتك الداخلية و الخارجية ؟
هل إتخذت قراراً كنت تعتقده صائباً ثّم وجدته العكس ؟
و غيره من الأسئلة الممتعة و اللتي تخاطب ذاتك بشكل مباشر , بعيداً عن التصنع

ذكر الدكتور فيليب سي في هذا الفصل موقف حصل لصديق له , الموقف سرده يطول و لكن مغزاه واضح و قصير !
يقول د.فيل : في فترة دراسته للثانوية كان معه صديقاً يدعى ( دين ) كانا سواسية في كل شيء ..
في المشاغبة و في الجد و في العمل بالمصنع و في السرقة ! و في الهروب من الشرطة !
إلا انّ ( دين ) وقع في قصة حب عظيمة مع إحدى صديقاتهم بالمدرسة و قرر أن يترك العمل في ذلك المصنع و يتوجه لـ وظيفة للراشدين
كان راتب تلك الوظيفة شاغر جداً لعمر ( دين ) و بدأ يبني الأحلام عليها و فعلاً قام بما كان ينوي عليه و لم يدع القدر للقدر !
بينما ( د.فيل ) استمر في دراسته و استمر على وظيفة المصنع البسيطة ذو الراتب البسيط ..
بعد عشرِ سنوات من ذلك الوقت , أصبح ( د.فيل ) طبيب و ( دين ) يعمل مديراً للفترة المسائية في أحد المتاجر !
و كان لا يزال أعزب و يمكث في شقة صغيرة و لم تتغير حياته للأفضل كما كان يتوقع ..

-
أأذكر لكم المغزى ؟ أم الكتاب واضحٌ من عنوانه ؟
تسرع ( دين ) في قراراته الحاسمة , اللتي ترسم له مستقبله و مستقبل ذاته لم يتبع خطوات مسيرة الحياة بشكل طبيعي
بل أنه قفز قفزة كبيرة و أصبحت نقطة تحول في حياته لن تُنسى بلا شك ..

-
بعد ما إنتهيت من تلك القصة المختصرة , و تعمقت في محتوى الفصل , واجهتني عبارة " التحدي " !
طلب ( د.فيل ) من ذاتي تحدي كنت أنتظره و كأنه اختبارٌ لي , قال : سأطلب منك الآن ان تبدأ في " التذكر " حيث تتذكر اولاً / حدثاً وقع .. ثانياً / نتيجة ذلك الحدث , و في هذه الحالة ينبغي ان يكون الحدث قراراً معيناً قمت به في لحظة محددة من لحظات حياتك و تحدد ان كان ذلك القرار سلبياً او ايجابياً على حياتك الحالية !

و في الواقع لا يتواجد في ذاكرتي حالياً سوى قرارا اتخذته و انا في عمر الـ 17 و أفتخر به إلى عمري هذا و سأظل أفتخر ..

في أحد الأيام و في طريقي للمدرسة الثانوية , إتصل بي أخي الأكبر سناً و يدعى ( فهد رحمة الله عليه ) و دار بيننا هذا الحديث
[ فهد : هلا سعود طلعت من البيت ؟
انا : ايه هذا انا بالطريق , وش تبي !
فهد : اليوم اطلع بدري من المدرسة قبل 12 ونص طيب ؟
انا : ياخي اليوم علي اختبار الساعة 11 ونص الحصة السادسة :s اذا بطلع مو قبل 12 والله
فهد : مو شغلي ! انا و مشعل نبيك ترجع بدري و قابلنا بالمكتب يلا مع السلامة
انا : اصبر اصبر , أنا ماراح اطير و لا انتوا بتطيرون بس الاختبار بيطير يعني ماراح ارجع :/
فهد : يابوي قلت لك مو شغلي اختبر و اطلع لا تسوي دفرة الحين
انا : خلاص طيب بحاول و نشوف وش هالشي المهم , مع السلامة ]
انتهى الحديث , و توجهت للمدرسة قبل بدء الحصة الأولى ! و الغريب في ذلك أن بالي لم ينشغل بهم قط !
طلبت من أستاذ المادة تقديم اختباري لظروف عائلية و كان متعاون جداً في ذلك ..
خرجت من المدرسة متوجهاً للمكتب ( مكتب عقاراتنا ) , قابلت ( مشعل و فهد ) في نفس اللحظة
و يبدو على ملامحهم الحيرة , في الآخير نطق تلك الجوهرة اخي ( مشعل )
[ مشعل : سعود تعرف بعد وفاة ابوي الشغل صاير زحمة و انا وفهد بس نكرف و مضغوطين
انا : ايه عارف ! طيب وش المشكلة
مشعل : انت تواجدك بالمكتب و الشركة قليل مرة عشان هالثانوي الله يلعنها !
انا : وراك تلعن :s وش دخل المدرسة بالموضوع الحين ؟
مشعل : بفهم الحين انت لا خلصت ثانوي بتدخل الجامعة يعني ؟ و اذا تخرجت من الجامعة بتتوظف بغير شركتنا ؟
انا و بكل ثقة : ايه أكيد اجل وش له كارف هالسنين و أذاكر !
أخيراً تدخل فهد : ايه مو احنا صايرين نكرف ضعف الكرف العادي بسبب دراستك
انا : بس انا بعد العصر أداوم عنكم , وين الضعف فيه ؟
مشعل : الزبدة نبيك تبطل ثانوية و تتفرغ للشغل معنا وضعنا مو طبيعي انا و اخوك عندنا حريم و نصرف ع بيوت
فهد : ايه والله عسانا نلحق و انت بس بالش عمرك بالدراسة و بالاخير مصيرك معنا
انا : لحظة لحظة !! خخخخخخ من جدكم تتكلمون تبوني أترك دراستي عشان اشيل عنكم حمل الشغل يعني ؟
فهد - مشعل : ايه اجل وش نبي فيك .. سعود ماهي لعانة فينا ترا بس جد واجب عليك هالشئ
انا : اولاً ماهو واجب ثانياً انا ما خليت الشغل لكم و لهيت بدراستي و حتى لو لهيت فهذا شي لصالحي و لصالحكم
مشعل : مو من صالحنا الشركة تنحاس و يتوقف الشغل عشان تخلص ثانوي دراستك مو نافعتنا لا تصير أناني بالله
انا : مو قصة أنانية :/ بس فترة الصباح الى الظهر لكم و بعد العصر انا اللي أستلم الشغل لحالي يعني ما اشوف نفسي أناني
فهد : الا ذي تعتبر انانية سعود انت تضيع وقتك قسم بالله يعني تدرس و بالاخير جامعة مدري كم سنة و الناس تدخل جامعة عشان تدور وظيفة مو فسق
انا : من قال لك فسق و من قال اني بخلص جامعة و بقابل الشركة بس ! طبيعي بكون لي وظيفة خاصة و ماراح أرتبط بشغل الشركة بس
مشعل : شف يا انك تبطل دراستك و تجي تنثبر حالك من حالنا يا انك تكمل دراستك مثل ماتبي بس اول ماتخلص ثانوي تستلم الشغل من إلى و احنا بس نكون مساعدين
انا : اذا ما بطلت دراسة أو خلصت ثانوي و لا استلمت الشغل مثل ماتبون وش بتسوي يعني !
فهد : سهلة كل واحد يدبر لعمره شغل و نسكر الشركة اريح لنا
انا : تستهبل ؟ طيب الشركة مو بس لك و له و لي , في خوات بيننا لهم حق يقررون و صعبة نوظفهم عننا :s
مشعل : خلاص اجل اترك الدراسة دامك حريص
انا : لأني حريص جد , بكمل دراسة و بس أتخرج من الثانوي بستلم الشركة من إلى مثل ماتبي , لكن بعد ما أستلمه العهدة تتسلم لي
فهد - مشعل : اتفقنا يابابا خلاص كمل ثانويتك و خل كل واحد يريح راسه بعدين ابرك واصرف ]

ربما ذلك القرار كنت أرآه سهلاً بحكم صغر سنّي و أحلامي المستقبلية , كنت متمسكاً جدا في إتمام دراستي لصالحي و صالح مستقبل الشركة ..
بعد التخرج من الثانوي و في الاجازة الصيفية , إستلمت عهدة الشركة و أصبحت كلها بين يدي !
حملٌ ثقيل جداً , كنت لا أجد الوقت الكافي للتفكير بأقسام الجامعات و وجدت نفسي مختلفٌ تماما عن بقية أصدقائي ..
و بعد ذلك قررت أن اتخصص هندسة , أحببت ذلك المجال كثيراً و كان الأقرب لقلبي فعلاً ..
يسّر الله أمري و تخصصت لمدة قصيرة جداً , لم أستطيع التركيز و لم أستطيع التفرغ له .. و بعد تفكير طويل حوّلت من اختصاص الهندسة إلى ادارة أعمال
وجدته القسم الوحيد اللذي سوف أفهمه و يفهمني و يتوافق مع وظيفتي , و سنكون أصدقاء حميميين ^_^
نقطة التحول تلك , لم تتيسر في مثل سهولة الكتابة بل عانيت كثيرا في التفكير و رسم الخطط و المستقبل و العواقب و غيره !
جعلت حياتي فقط تتمحور في التخصص و الوظيفة , كنت أسير خطوة بخطوة و أخشى ان أفشل في هذا القرار ..
و لم أفشل إلى الآن الحمدلله , و كان هذا قراري الحاسم الايجابي و اللذي أستطيع ان أقول عنه [ لو كان لي أن اعيش نفس هذه التجربة مرة أخرى , فسوف افعل ما فعلته بالضبط ]

-
قراري الحاسم أجده سهلاً الآن و تمكّنت منه حقّ التمكّن , بعيداً عن الحاجة لأخي أو موظف آخر غيره ..
أجد الراحة فيه , رغم أنني فقدت سنة من سنوات الجامعة اثناء التحويل إلا انني أشكر الله على تلك الفرصة
و يغنيني عن هذا و ذاك , سعادة إخوتي و راحة أبي في قبره و أنني أصبحت محل ثقة لهم : )

ماذا عن قراراتكم الحاسمة انتم ؟

* سوف أدوّن عن بقية الفصول مرة أخرى أعدكم

هناك تعليقان (2):

  1. الله يرحم الوالد واخوك .. ويغفر لهم يارب (L) !
    مشاء الله عليك سعود .. احسك شخصية عظيممه نادرهـ فيٍ هـ الوقتْ !
    والله يخلي لك أهلك يارب ,
    والله يوفقك يارب

    (L)

    ردحذف
  2. ^
    و جميع المسلمين يارب
    شكرا ع الاطراء :)
    آمين و يخليك لعين ترجيك ..
    نورتِ

    ردحذف