في هذا المقعد أصارع وحدتي و أتحشرج نبضات قلبي، أكره حزني هذا حين يهطل عليَّ دون سابق إنذار.يجعلني أردد أغاني قديمة من عصر اللحظات الممتدة بعد ما كانت الحياة مختلفة تماماً و كانت زاهيةً بمن عاشوها..بعكس أغنياتنا الحديثة التي تنتشر بسرعة البرق تلوث معاني الفن العتيق الذي أسسه عظماء الفن، لا يهم فهذا ليس ما يحزنني. أراجع صحفات حياتي أجد أنني أنفقت وقتي على السفر و كأنني نذرت عمري للمطارات.. في هذا المقعد كنتُ سأكتب لكِ لكنني ترددت بعد أن علمت بأن الكتابة تسترق القدر، فرحتُ أكمل ترديد الأغاني ثم إستوقفتني فكرةٌ أزعجتني! أنا و أنتِ لم نملك أغنية تخصّنا، و لم نبحث عن واحدة تشاركنا الوحدة إن غاب صوت أحدنا!.. تتكسر الآن في عقلي أفكارٌ كثيرة و أنتِ تزاحمين أفكاري فمحاولاتي في التركيز على ما كنت أفكر فيه فاشلة، تتسللين لعقلي عنوةً فربما صدري لم يكفيكِ.
لطالما كرهتُ البدايات المتعثرة ذلك جعلني أهتم بتفاصيل اللقاء أكثر فأكثر، كنت أحتاج كثيراً إلى التواصل المُلهم ربما لأنني شعرتُ بإختلافكِ عن البقية! لستِ سهلة المنال و لا تعجبكِ العلاقات الباردة المتكررة.. كنتُ أسعى جاهداً للفتِ إنتباهك و شدّ إعجابكِ، كان ذلك أمرٌ صعب فلستُ ممن إعتاد على جذب الفتيات أو التشكّل بشخصية معينة لكسبهنَّ.. لكنني معكِ فعلت بكل ما أوتيت من شجاعة و لأول مرةٍ لم أخشى الرفض. عادةً أنا لا أجلس على مقاعد الإنتظار إنما كنت دائماً المُنتظر.. و الأمر معكِ إختلف و إنتظرتكِ إنتظرت قلبكِ يهوي إليَّ. عجيب! أراني أكتب لكِ رغم أنني ذكرت أن الكتابة تسترق القدر.