الجمعة، 23 يناير 2015

فضفضة


حين أريد استرجاع ذكرياتي معك فلا حاجة لي بأن أرى مقعدك الخالي حتى أتذكرك، او تلك السترة او ذلك الكتاب و هذه الأغنية او ذلك العطر. أنت مزروع داخل قلبي و أشيائك محفورة في عقلي، أيامنا تعود كلما أغمضت عينيَّ.. لا يستوجب على ذاكرتي أن تزور الأماكن التي حظيَت بظلّك فوجودك داخلي أقوى، نحنُ لا نتذكر إلا من ننساهم في منتصف اليوم كحين ننشغل و ننغمس في ملذات الحياة، و حين نكون وحيدين في الليل نحاول بائسين استذكار الأشخاص الذين أحببناهم يوماً او مروا بحياتنا ولو قليلا! لكنك مختلف. فأنا أتذكرك و يستحيل أن أنشغل عنك و أترك عقلي يسهو عنك لحظة، أراك أمامي دائماً و في الصمت صوتك مسموع، لهذا أنت مختلف.  
الذين يرحلون عن حياتنا يعتقدون أننا نتذكرهم فقط حين نكتب او حين يمر على مسامعنا لحنٌ حزين، بينما هم دائماً حاضرون حتى في منامنا أحيانا.

الاثنين، 19 يناير 2015

تصوّري حجم ثبوتكِ في داخلي كلما كتبتكِ!


أكتبُ لكِ لأن لا شيء يثبت حبي سوى الكتابة، فيها أعانقكِ و أشعر أن يداي تداعب قلبك. أكتبُ لكِ لأننا نلتقي في الكتابة و لأن الحياة تزداد مرارةً كلما غابت أحرفنا .. يا صديقتي التي تقرأ بتمعنٍ و أعلم أنها تحوم حول أحرفي، عيناكِ هذه أحبهما و من أجلهما أنا أكتب، ففي الكتابة تفاصيل العمر تتوقف و تترسخ داخلنا أكثر.. تصوّري حجم ثبوتكِ في داخلي كلما كتبتكِ!. ربما هذه كلمات مكررة..و تعبير تقليدي..ربما الأحرف تتشابه.. التفاصيل تتشابه لكن الشعور يا صديقتي يستحيل تكراره. هذه رسالتي الألف لكِ و ربما أكثر. لا أعلم لكن حتماً عجزت عن جمعها و إرسالها لك.. لطالما أبهجتني قراءة الرسائل لكن يصعب علي كتابتها لأني أخشى ترك أثر عميق داخلك أو تفضحني كلمة، أخشى أن تعلمين بعد كل هذه السنوات لازلت صامدا و منتظرا رسالة منك تبهجني لكنه لم يحصل. لا بأس فهذا مُعتاد و أستحقه. صديقتي.. إلى متى هذا الحنين الذي أدسّه في الكتابة؟ إلى متى هذا الهروب الدائم؟ إلى متى الدفء سأجده بالكلمات؟.

الجمعة، 9 يناير 2015

كما لو أن الذاكرة تحب الهلاك!



إن من يرحلون بعيداً للا عودة يكونون في ذاكرتنا أرسخ كما لو أن الذاكرة تحب الهلاك!، أتكلم عنك. نعم فأنتِ من نهبت مني الحياة و لونها، و ذهبت دون أن تلوح من بعيد و لم تلتفت للوراء.. لم تعطِني نوراً للرشاد. نعم أنتِ التي سرقت مني الكلمات و أصبحتُ عاجزاً عن جمع الأحرف و طي الصفحات. من يهبني الكلمات؟ الإلهام؟ الصوت؟ الأغاني؟ و الأمنيات؟ من بعدُكِ سيخلق منّي إنسان؟ يكتب و يستشعر كل شيء حوله كالظلام و النور و الهواء و السحاب.. و الحمامة التي تغني خارج السرب من بعدُكِ يقنعني أن لحنها عظيم؟ و أنها تحمل رسائل الصباح؟. من سيجعلني أبتسم كل نهاية يوم. نعم أنتِ .. كلّ ما أحمله داخل صدري من رجاء هو لك.