رائحتك عالقة في قلبي منذ آخر وداع بيننا.. و أخبرك يا أمي أنّي..
أشتهي تقبيل يديك، و وجهك الطاهر.. و رأسك الذي تزينه شُعيرات الشيب.. أشتهي صدرك و الأحاديث الطويلة معك..
أشتهي أن أعيشك من جديد، و أجدد قلبي فيك..
أشتهي أن اخطيء فتعاقبيني بقرصة تليها قُبلة مشحونة بالندم و كأنك المذنبة و لستُ انا!
أشتهي الإعتذار عن كل حماقة قمت بها لا ترضيك، و الإعتذار عن قلبي الصغير الذي فاض حبك فيه و لم يعد يكفيه،و أعتذر عن الوجع الذي كان يصيبك و تصمتين.. عن الكوابيس التي كانت تزعجك و لم أسمي عليك، عن كل دمعة سقطت من عينيك و لم تمسحها يداي.. عن السنين التي عِشتها بعيدا عنك، و عن اللحظات الجميلة التي لم تشاركيني اياها..
أعتذر يا أماه عن الموت الذي سرقك بدلا مني، أعتذر يا أماه عن قلة حيلتي و نفاذ صبري..
أشتاقك جدا ،
و كأني لا أعرف في الحياة سوى أن اشتاق وجه امي.