اليوم أمسكت حقيبتي العتيقة التي كانت إحدى هداياك لي في يوم الجمعة، أخذت أقلبها في حيرة ماذا سأفعل بها بعد اليوم؟ هل أتخلص منها كي لا تربطني بك ذكرى؟ لكنني أحببت تلك الحقيبة جداً و أشعر أنها تمثلني و تمثل طريقتي في الحياة و أعلم أني إقتبست ذلك منك و هذا ما يزعجني جداً أني أصبحت نسخة مصغرة منك و أراها تكبُر يوما بعد يوم و أحاول جاهداً أن لا أكون كذلك، ترعبني فكرة أني أشبهك أو حتى يلمحُني أحداً و يشك أنه رآك فيّٓ!.
صديقي.. علّني لم أخبرك عن تفاصيل هذا اليوم جيداً و من معرفتي العميقة بك أعرف أنك تقدس التفاصيل مهما صغر حجمها، في الصباح بينما كنت ممسكا بتلك الحقيبة كما أخبرتك سابقاً قد قطع خلوتي زميل عمل، يقول أنه كان يريد إيقاظي من النوم لأنه لم يسمع صوت حركاتي و سقطت عيناه على الحقيبة بتعجّب! و تماطر عليّٓ بأسئلته الفضولية جداً.. مثل: لماذا لم تستخدمها أبدا تبدو مناسبة للمكتب؟ لماذا لا تنفض عنها الغبار؟ لماذا لا تجعلها محفظة أوراقك المهمة؟ كم قيمتها؟، أسئلته أثارت غضبي فأجبتهُ: ما شأنك أنت؟ و أخرج من الغرفة اذا سمحت. و الآن بعد ما أن سردت عليك هذا الموقف أود أن اعتذر على ثلاثةٍ.. أول اعتذاراتي أني لم أرث منك طولة البال و الصبر الذي لا يفرغ و ثاني اعتذاراتي أن تصرفي كان أحمقاً و لم تعهده مني و آخر اعتذاراتي لنفسي التي سمحت لك بالمكوث داخلي طوال هذه السنوات و التي لم تحارب من أجل إنتزاعك.. لنفسي الضعيفة كل الضعف الغير قادرة على التعايش مع واقع هروبك.